»نشرت فى : الأحد، 2 مايو 2021»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

سمير نقاش - الكاتب الإسرائيلي الذي لا يكتب بالعبرية



حياته
         سمير نقاش هو روائي ومسرحي وكاتب قصة قصيرة، وُلد في بغداد في العراق عام 1938م لعائلة يهودية عراقية. وفي عام 1951م، هاجر مع عائلته إلى إسرائيل وهو في عمر الثالثة عشرة. بعد وفاة والده عام 1953م، تنقل نقاش إلى العديد من الدول من بينها؛ لبنان، وتركيا، ومصر، والهند، وإيران في محاولة للخروج من إسرائيل، ويعلق الكاتب على ذلك قائلًا : "منذ وطأت أقدامنا أرض إسرائيل، قررت العائلة مغادرتها. وبذل والدي مجهودًا جبارًا مع مجموعة من مثقفي العراق للخروج، بيد أن إسرائيل أحبطت كل هذه المحاولات، ولم يصمد والدي أمام هذه الصدمة، فمات مبكرًا عام 1953 اثر نزيف في الدماغ. وبعد عام من ذلك، اجتزنا الحدود أنا وابن عم لي، إلى لبنان. لكن اللبنانيين اعتقلونا مدة ستة أشهر وأعادونا إلى إسرائيل، حيث سجنت خمسة أشهر وتعرضت لتعذيب شديد بتهمة الجاسوسية. وفي 1958، حاولت ان أجد منفذًا جديدًا، فذهبت إلى تركيا وإيران فالهند، ثم إلى إيران ثانية حيث بقيت أربع سنوات. لكنني اضطررت للعودة إلى إسرائيل، وبعد إبرام معاهدة السلام مع مصر، حاولت الانتقال اليها، دون جدوى، وكذلك الأمر مع المغرب الذي استقبل فقط مواطنيه اليهود. وهاأنذا، أخيرًا، في بريطانيا رغم تحفظي على الغرب عمومًا، وكنت أتمنى ان استقر في أي بلد عربي."[1]


في عام 1990م انتقل سمير نقاش إلى لندن ليستقر فيها، ثم توفي في 7 يوليو 2004 عن عمر يناهز 66 عامًا وفي داخله ألم بسبب تركه للعراق حيث كان يعتبر نفسه أنه مات عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، حيث كان يرى أن حياته الحقيقية تقتصر على تلك الأعوام التي قضاها في العراق وأن ما تلا ذلك هو مجرد ظلال لتلك الأعوام.


أزمة اللغة

كتب نقاش جميع إنتاجه باللغة العربية، رغم وجوده في إسرائيل، حيث وصفه الكاتب الإسرائيلي من أصل مغربي"سامي شالوم شطريت" بأنه آخر كاتب عربي يهودي تنفس وكتب العربية حتى يومه الأخير. ويعلق الكاتب والناقد "ساسون سوميخ" قائلًا: "هاجر نقاش إلى إسرائيل في سن صغيرة، وكان لديه الفرصة ليندمج مع الثقافة العبرية لكنه تمرد ورفض التنصل من الثقافة واللغة العربية، وأصر أن يكون كاتبًا يهوديًا عربيًا في صهيون."[2] وذلك على عكس باقي الأدباء من أصل عربي الذين تأقلموا على الوضع وكتبوا إنتاجهم باللغة العبرية.


ويعلق سمير نقاش على كتابته بالعربية وليست العبرية قائلًا: "سأشعر بمأزق لو حاولت الكتابة بلغة غير العربية، فالعربية ليست لغتي وحسب بل هي من أقوى وسائل تعبيري، ولا أخشى الكتابة بالعربية، كما خشي ذلك البعض فانتقل للكتابة بالعبرية، إن أدبي يصل الى كل مكان بما في ذلك الكثير من الدول العربية"[3]


ولم يكن نقاش يكتب أعماله بالعربية فحسب، لكنه كان يكتبها بلهجات عراقية ليس من السهل أن يفهمها جميع قراء اللغة العربية. فيصفه الكاتب الإسرائيلي من أصل عراقي "سامي ميخائيل" بأنه كان يكافح طوال حياته للعثور على قُراء. بينما رأى نقاش أن هذه ليست معضلة حيث اعتاد تفسير أو ترجمة هذه اللهجات في الهوامش، ويقول أيضًا "اني استخدم هذه اللهجات في أعمالي «العراقية» فقط، وأنا اعتقد أن الفصحى في مثل هذه الروايات هي تَصَنع وكذب على القارئ، لقد كتب ويكتب باللهجات العامية، كبار أدباء العربية، كيوسف إدريس الذي استخدم اللهجات المصرية والطيب صالح الذي كتب بالسودانية، ولم يشك من هذا أحد، كما أن هذه اللهجات لم تنل من قيمة الأعمال العظيمة التي كتبت بها. أما اللهجات العراقية التي استعملها فيخيل لي أن اليهودية البغدادية قريبة من لهجة الموصل واللهجات السورية وغيرها فضلًا عن انها لغة أهل بغداد الأصلية وانها قريبة من الفصحى، أما «اللهجة الاسلامية البغدادية» فقريبة من لهجات البدو، في الكويت والبحرين والخليج والسعودية، ومهما يكن من أمر فان من يريد قراءة أدب من هذا القبيل، يقرأه ويفهمه حتمًا"[4]




هنا تكمن أزمة الهوية لأي كاتب أو شاعر في إسرائيل؛ فهو ليس كاتب إسرائيلي يكتب بالعبرية، وليس كاتب عربي يُحسب ضمن بقية الكُتاب العرب، وهذا ما أدركه نقاش وعلق عليه قائلًا: "المتاعب الحقيقية التي يعاني منها كاتب او شاعر في إسرائيل هو اليهودي العراقي الذي يكتب بالعربية، إذ لا يعترف به أحد فلا هو معدود على الكتاب العبريين ولا هو معدود على الكتاب العرب، ومن هنا حرمانه من كل المخصصات والجوائز ومساندة النشر حكوميًا إلى غير ذلك من حقوق الأديب."[5]


من أعماله:

* الخطأ (قصص)، 1971

* حكاية كل زمان ومكان (قصص) 1978

* انا وهؤلاء والفصام (قصص) 1978

* الجنوح والانسياب (مسرحيات)، 1979

* يوم حبلت واجهضت الدنيا (رواية) 1980

* في غيابه (مسرحية)، 1981

* عندما تسقط اضواء المثلثات (قصة قصيرة طويلة(

* نزولة وخيط الشيطان (رواية)، 1986

* الرجس (رواية)، 1987

* فوَّة يا دم (رواية) 1987

* المقرورون (مسرحية) 1990

* عورة الملائكة 1991

* نبوءات رجل مجنون في مدينة ملعونة (قصص( 1995

* نذر الخريف (قصص) 1997

* شلومو الكردي وأنا والزمن (رواية) 2003

 

 

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة أقلام بلا هوية 2014 - 2015